فصل: قال الشعراوي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الألوسي:

{وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ}.
{وَمِن قَوْمِ مُوسَى} يعني بني إسرائيل {أُمَّةٍ} جماعة عظيمة {يَهْدُونَ} الناس {بالحق} أي محقين على أن الباء للملابسة، والجار والمجرور في موضع الحال أو بكلمة الحق على أن الباء للآلة والجار لغو {وَبِهِ} أي بالحق {يَعْدِلُونَ} في الأحكام الجارية فيما بينهم، وصيغة المضارع في الفعلين للإيذان بالاستمرار التجديدي، واختلف في المراد منهم فقيل أناس كانوا كذلك على عهد موسى صلى الله عليه وسلم والكلام مسوق لدفع ما عسى يوهمه تخصيص كتب الرحمة والتقوى والايمان بالآيات بمتبعي رسول الله صلى الله عليه وسلم من حرمان أسلاف قوم موسى عليه السلام في كل خير وبيان إن كلهم ليسوا كما حكيت أحوالهم بل منهم الموصوفون بكيت وكيت، وصيغة المضارع لحكاية الحال الماضية.
واختار هذا شيخ الإسلام ولا يبعد عندي أن يكون ذلك بيانًا لقسم آخر من القوم مقابل لما ذكره موسى عليه السلام في قوله: {أَتُهْلِكُنَا فَعَلَ السفهاء مِنَّا} [الأعراف: 155] فيه تنيص على أن من القوم من لم يفعل، وقيل: أناس وجدوا على عهد نبينا صلى الله عليه وسلم موصوفون بذلك كعبد الله بن سلام وأضرابه ورجحه الطيبي بأنه أقرب الوجوه، وذلك أنه تعالى لما أجاب عن دعاء موسى عليه السلام بقوله تعالى: {فَسَأَكْتُبُهَا} إلى قوله سبحانه: {الذين يَتَّبِعُونَ الرسول النبي الامى} [الأعراف: 156، 157] إلخ ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصدع بما فيه تبكيت لليهود وتنبيه على افترائهم فيما يزعمونه في شأنه عليه السلام مع إظهار النصفة وذلك بقوله تعالى: {قُلْ يا أَيُّهَا الناس} [الأعراف: 158] إلخ وقوله سبحانه: {فَئَامِنُواْ} [الأعراف: 158] إلخ عقب ذلك بقوله عز شأنه: {وَمِن قَوْمِ مُوسَى} الخ، والمعنى أن بعض هؤلاء الذين حكينا عنهم ما حكينا آمنوا وأنصفوا من أنفسهم يهدون الناس إلى أنه عليه الصلاة والسلام الرسول الموعود ويقولون لهم: هذا الرسول النبي الأمي الذي نجده مكتوبًا عندنا في التوراة والإنجيل ويعدلون في الحكم ولا يجورون ولكن أكثرهم ما أنصفوا ولبسوا الحق بالباطل وكتموه وجاروا في الأحكام فيكون ذكر هذه الفرقة تعريضًا بالأكثر.
واعترض بأن الذين آمنوا من قوم موسى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا قليلين ولفظ أمته يدل على الكثرة، وأيضًا إن هؤلاء قد مر ذكرهم فيما سلف، وأجيب بأن لفظ الأمة قد يطلق على القليل لاسيما إذا كان له شأن بل قد يطلق على الواحد إذا كان كذلك كما في قوله تعالى: {إِنَّ إبراهيم كَانَ أُمَّةً} [النحل: 120] وبأن ذكرهم هنا لما أشير إليه من النكتة لا يأبى ذكرهم فيما سلف لغير تلك النكتة وتكرار الشيء الواحد لاحتلاف الأغراض سنة مشهورة في الكتاب على أنه قد قيل: إنهم فيما تقدم قد وصفوا بما هو ظاهر في أنهم مهتدون وهنا قد وصفوا بما هو ظاهر في أنهم هادون فيحصل من الذكرين أنهم موصوفون بالوصفين.
نعم يبقى الكلام في نكتة الفصل ولعلها لا تخفى على المتدبر، وقيل هم قوم من بني إسرائيل وجدوا بين موسى ونبينا محمد عليهما الصلاة والسلام وهم الآن موجودون أيضًا، فقد أخرج ابن جرير وغيره عن ابن جريج أنه قال: بلغني أن بني إسرائيل لما قتلوا أنبياءهم وكفروا وكانوا اثني عشر سبطًا تبرأ سبط منهم مما صنعوا واعتذروا وسألوا الله أن يفرق بينهم وبينهم ففتح الله تعالى لهم نفقًا في الأرض فساروا فيه حتى خرجوا من وراء الصين فهم هنالك حنفاء يستقبلون قبلتنا، وإليهم الإشارة كما قال ابن عباس بقوله تعالى: {وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِى إسرائيل اسكنوا الأرض فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخرة جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا} [الإسراء: 104] وفسر وعد الآخرة بنزول عيسى عليه السلام وقال: إنهم ساروا في السرب سنة ونصفًا.
وذكر مقاتل كما روى أبو الشيخ أن الله تعالى أجرى معهم نهر أو جعل لهم مصباحًا من نور بين أيديهم وأن أرضهم التي خرجوا إليها تجتمع فيها الهوام والبهائم والسباع مختلطين وأن النبي صلى الله عليه وسلم أتاهم ليلة المعراج ومعه جبريل عليه السلام فآمنوا به وعلمهم الصلاة، وعن الكلبي والضحاك والربيع أنه عليه الصلاة والسلام علمهم الزكاة وعشر سور من القرآن نزلت بمكة وأمرهم أن يجمعوا ويتركوا السبت وأقرؤه سلام موسى عليه السلام فرد النبي عليه الصلاة والسلام اللاسم، وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي أنه قال بينكم وبينهم نهر من رمل يجري، وضعف هذه الحكمة ابن الخازن وأنا لا أراها شيئًا ولا أظنك تجد لها سندًا يعول عليهم ولو ابتغيت نفقًا في الأرض أو سلمًا في السماء. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{ومن قوم موسى}.
عطف على قوله: {واتخذ قوم موسى من بعده من حُليهم عِجلًا} [الأعراف: 148] الآية، فهذا تخصيص لظاهر العموم الذي في قوله: {واتخذ قوم موسى} [الأعراف: 148] قصد به الاحتراس لئلا يتوهم أن ذلك قد عمله قوم موسى كلُّهُم، وللتنبيه على دفع هذا التوهم، قُدّم {ومن قوم موسى} على متعلقه.
وقوم موسى هم أتباع دينه من قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم فمن بقي متمسكًا بدين موسى، بعد بلوغ دعوة الإسلام إليه، فليس من قوم موسى، ولكن يقال هو من بني إسرائيل أو من اليهود، لأن الإضافة في {قوم موسى} تؤذن بأنهم متبعو دينه الذي من جملة أصوله ترقب مجيء الرسول الأمي صلى الله عليه وسلم.
و{أمة}: جماعة كثيرة متفقة في عمل يجمعها، وقد تقدم ذلك عند قوله تعالى: {أمة واحدة} في سورة البقرة (213)، والمراد أن منهم في كل زمان قبل الإسلام.
و{يَهدون بالحق} أي يهدون الناس من بني إسرائيل أو من غيرهم ببث فضائل الدين الإلهي، وهو الذي سماه الله بالحق ويعدلون أي يحكمون حكمًا لا جَور فيه.
وتقديم المجرور في قوله: {وبه يعدلون} للاهتمام به ولرعاية الفاصلة، إذ لا مقتضي لإرادة القصر، بقرينة قوله: {يهدون بالحق} حيث لم يقدم المجرور، والمعنى: إنهم يحكمون بالعدل على بصيرة وعِلم، وليس بمجرد مصادفة الحق عن جهل، فإن القاضي الجاهل إذا قضى بغير علم كان أحدَ القاضيين اللذين في النار، ولو صادف الحق، لأنه بجهله قد استخف بحقوق الناس ولا تنفعه مصادفة الحق؛ لأن تلك المصادفة لا عمل له فيها. اهـ.

.قال الشعراوي:

{وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (159)}.
وحين يسمع قوم موسى هذا القول سيقولون في أنفسهم أنه يعلم ما في صدورنا من تفكير في الإِيمان برسالة صلى الله عليه وسلم. ولكن لو عمَّم الحكم فمن يفكر في الإِيمان بمحمد يقول: لماذا يصدر حكمًا ضدي وأنا أفكر في الإِيمان؟ لكن الحق صان الاحتمال وأوضح لكل واحد من هؤلاء الذين يفكرون في الإِيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم أن يتجه إلى إعلان الإِيمان فقال: {وَمِن قَوْمِ موسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بالحق وَبِهِ يَعْدِلُونَ} [الأعراف: 159].
أي يدلون الناس على الحق ويدعونهم إلى طريق الخير، وبهذا الحق يعدلون في حكمهم بين الناس ولا يجورون. اهـ.

.قال القاضي البيضاوي:

{قُلْ يَا أَيُّهَا الناس إِنّى رَسُولُ الله إِلَيْكُمْ}.
الخطاب عام، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مبعوثًا إلى كافة الثقلين، وسائر الرسل إلى أقوامهم. {جَمِيعًا} حال من إليكم. {الذى لَهُ مُلْكُ السموات والأرض} صفة لله وإن حيل بينهما بما هو متعلق المضاف إليه لأنه كالتقدم عليه، أو مدح منصوب أو مرفوع، أو مبتدأ خبره {لاَ إله إِلاَّ هُوَ} وهو على الوجوه. الأول بيان لما قبله فإن من ملك العالم كان هو الإِله لا غيره وفي: {يُحْيِي وَيُمِيْتُ} مزيد تقرير لاختصاصه بالألوهية. {فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِي الأُمِّي الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِمَاتِهِ} ما أنزل عليه وعلى سائر الرسل من كتبه ووحيه. وقرئ {وكلمته} على إرادة الجنس أو القرآن، أو عيسى تعريضًا لليهود وتنبيهًا على أن من لم يؤمن به لم يعتبر إيمانه، وإنما عدل عن التكلم إلى الغيبة لإجراء هذه الصفات الداعية إلى الإيمان به والاتباع له. {واتبعوه لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} جعل رجاء الاهتداء أثر الأمرين تنبيهًا على أن من صدقه ولم يتابعه بالتزام شرعه فهو يعد في خطط الضلالة.
{وَمِن قَوْمِ مُوسَى} يعنى من بني إسرائيل. {أُمَّةٌ يَهْدُونَ بالحق} يهدون الناس محقين أو بكلمة الحق. {وَبِهِ} بالحق. {يَعْدِلُونَ} بينهم في الحكم والمراد بها الثابتون على الإِيمان القائمون بالحق من أهل زمانه، أتبع ذكرهم ذكر أضدادهم على ما هو عادة القرآن تنبيهًا على أن تعارض الخير والشر وتزاحم أهل الحق والباطل أمر مستمر. وقيل مؤمنو أهل الكتاب. وقيل قوم وراء الصين رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج فآمنوا به.
{وقطعناهم} وصيرناهم قطعًا متميزًا بعضهم عن بعض.
{اثنتى عَشْرَةَ} مفعول ثان لقطع فإنه متضمن معنى صير، أو حال وتأنيثه للحمل على الأمة أو القطعة. {أَسْبَاطًا} بدل منه ولذلك جمع، أو تمييز له على أن كل واحد من اثنتي عشرة أسباط فكأنه قيل: اثنتي عشرة قبيلة. وقرئ بكسر الشين وإسكانها. {أُمَمًا} على الأول بدل بعد بدل، أو نعت أسباط وعلى الثاني بدل من أسباط. {وَأَوْحَيْنَا إلى مُوسَى إِذِ استسقاه قَوْمُهُ} في التيه. {أَنِ اضرب بّعَصَاكَ الحجر فانبجست} أي فضرب فانبجست وحذفه للإِيماء على أن موسى صلى الله عليه وسلم لم يتوقف في الامتثال، وأن ضربه لم يكن مؤثرًا يتوقف عليه الفعل في ذاته {مِنْهُ اثنتا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ} كل سبط. {مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الغمام} ليقيهم حر الشمس. {وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ المن والسلوى كُلُواْ} أي وقلنا لهم كلوا. {مِن طيبات مَا رزقناكم وَمَا ظَلَمُونَا ولكن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} سبق تفسيره في سورة البقرة.
{وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسكنوا هذه القرية} بإضمار اذكروا لقرية بيت المقدس. {وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُواْ حِطَّةٌ وادخلوا الباب سُجَّدًا} مثل ما في سورة البقرة معنى غير أن قوله: {فَكُلُواْ} فيها بالفاء أفاد تسبب سكناهم للأكل منها، ولم يتعرض له هاهنا اكتفاء بذكره ثمة، أو بدلالة الحال عليه وأما تقديم قوله قولوا على وادخلوا فلا أثر له في المعنى لأنه لا يوجب الترتيب وكذا الواو العاطفة بينهما. {نَّغْفِرْ لَكُمْ خطيئاتكم سَنَزِيدُ المحسنين} وعد بالغفران والزيادة عليه بالإثابة، وإنما أخرج الثاني مخرج الاستئناف للدلالة على أنه تفضل محض ليس في مقابلة ما أمروا به. وقرأ نافع وابن عامر ويعقوب {تغفر} بالتاء والبناء للمفعول، و{خطيئاتكم} بالجمع والرفع غير ابن عامر فإنه وحد وقرأ أبو عمرو {خطاياكم}.
{فَبَدَّلَ الذين ظَلَمُواْ مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الذي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مّنَ السماء بِمَا كَانُواْ يَظْلِمُونَ} مضى تفسيره فيها.
{وَاسْئَلْهُمْ} للتقرير والتقريع بقديم كفرهم وعصيانهم، والإِعلام بما هو من علومهم التي لا تعلم إلا بتعليم أو وحي ليكون لك ذلك معجزة عليهم. {عَنِ القرية} عن خبرها وما وقع بأهلها. {التى كَانَتْ حَاضِرَةَ البحر} قريبة منه وهي أيلة قرية بين مدين والطور على شاطئ البحر، وقيل مدين، وقيل طبرية. {إِذْ يَعْدُونَ في السبت} يتجاوزون حدود الله بالصيد يوم السبت، و{إِذْ} ظرف ل {كَانَتْ} أو {حَاضِرَةَ} أو للمضاف المحذوف أو بدل منه بدل اشتمال. {إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ} ظرف ل {يَعْدُونَ} أو بدل بعد بدل. وقرئ {يَعْدُونَ} وأصله يعتدون ويعدون من الإِعداد أي يعدون آلات الصيد يوم السبت، وقد نهوا أن يشتغلوا فيه بغير العبادة. {يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا} يوم تعظيمهم أمر السبت مصدر سبتت اليهود إذا عظمت سبتها بالتجرد للعبادة. وقيل اسم لليوم والإِضافة لاختصاصهم بإحكام فيه، ويؤيد الأول إن قرئ يوم إسباتهم، وقوله: {وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ} وقرئ {لاَ يَسْبِتُونَ} من أسبت و{لاَ يَسْبِتُونَ} على البناء للمفعول بمعنى لا يدخلون في السبت، و{شُرَّعًا} حال من الحيتان ومعناه ظاهرة على وجه الماء من شرع علينا إذا دنا وأشرف. {كذلك نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} مثل ذلك البلاء الشديد نبلوهم بسبب فسقهم. وقيل كذلك متصل بما قبله أي لا تأتيهم مثل إتيانهم يوم السبت، والباء متعلق ب {يَعْدُونَ}.
{وَإِذْ قَالَتِ} عطف على {إِذْ يَعْدُونَ}. {أُمَّةٌ مّنْهُمْ} جماعة من أهل القرية يعني صلحاءهم الذين اجتهدوا في موعظتهم حتى أيسوا من اتعاظهم. {لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا الله مُهْلِكُهُمْ} مخترمهم. {أَوْ مُعَذّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا} في الآخرة لتماديهم في العصيان، قالوه مبالغة في أن الوعظ لا ينفع فيهم، أو سؤالًا عن علة الوعظ ونفعه وكأنه تقاول بينهم أو قول من ارعوى عن الوعظ لمن لم يرعو منهم، وقيل المراد طائفة من الفرقة الهالكة أجابوا به وعاظهم ردًا عليهم وتهكمًا بهم. {قَالُواْ مَعْذِرَةً إلى رَبّكُمْ} جواب للسؤال أي موعظتنا إنهاء عذر إلى الله حتى لا ننسب إلى تفريط في النهي عن المنكر. وقرأ حفص {مَعْذِرَةً} بالنصب على المصدر أو العلة أي اعتذرنا به معذرة ووعظناهم معذرة. {وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} إذ اليأس لا يحصل إلا بالهلاك.